عندما يحكم العالم متحرش جنسي برتبة رئيس دولة عظمى في ظل مجتمع غربي فاسد فاقد للبعد الأخلاقي والأنساني والقانوني ومتواطىء بتعذيب المهاجرين ، فلايسعنا القول سوى بأن العالم يسير نحو الهاوية بثبات !!
وما يلفت الأنتباه ويثير الفزع هو غفلة شعوب دول العالم المتعمدة عن أدراك حقيقة مايجري متذرعين بأنعدام القدرة على مواجهة رغبات زعماء العالم !!
ومن هنا وهناك ، وعبر نافذة الأحداث العربية المتعلقة بسيرورة فقدان العرب عواصمهم وحقوقهم تباعا لنشاط الدول المعنية بأحلال السلام ، ووسط هذه البيئة العربية المتردية الحافلة بالنكسات يقف المواطن العربي أمام مرحلة مفصلية وهو فاقد القوى والأيديلوجية تجاه تحركات الأنظمة العربية المؤيدة لتحركات الدول الكبرى والتي تصب في مصلحة أعداء هذه الأمة وبشكل علني .
ويأتي كل ذلك على خلفية بروز قناعات عربية بأستحالة محاربة الأعداء سوى بأستخدام ذخيرة التغريدات وصواريخ المنصات الأجتماعية الألكترونية ، فنحن أمة أخترنا الصراخ ضمن فضاء النت الفسيح وأستبدلنا مجالاته الغير محدودة بساحات الصراع المباشر لأستعادة الحقوق !!
وعلى حطام هذه الأمة ، نبدأ المقال !!
ولكي لانتهم بالعداء الغير مبرر للغرب ، فيجب بالبدء تعليل الصفات التي أرفقناه بصفة رئيس الدولة العظمى التي تحكم العالم بالأضافة إلى أزالة القشور عن الصفات المشينة المتعلقة بالمجتمع الغربي !!
المتحرش الجنسي يغادر قفص الأتهام ليحكم العالم !!
فقد طالبت عضو الكونغرس عن الحزب الديمقراطي، كريستن غيليبراند، بأستقالة الرئيس دونالد ترامب من منصبه، على خلفية قضية اتهام عدد من النساء له بالتحرش الجنسي ، واصفة شهاداتهن عمّا فعله ترامب بـ”المحزنة”، وذلك في مقابلة حصرية مع CNN الاثنين .
وتبع ذلك تصريحات مماثلة من سيناتورين ديمقراطيين هما كوري بوكر وجيف ميركلي، وكلاهما دعا ترامب لمغادرة منصبه فورا .
وبطبيعة الحال ، يجب معاقبة المتحرش الجنسي بأشد العقوبات ليكون عبرة لمن أعتبر ، ولكن تختلف النظرة العربية تجاه المتحرش الجنسي فهو يشكل حالة فريدة تستوجب تكريمها وتقليدها أرفع الأوسمة !!
حيث قلد الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبتاريخ 20 مايو 2017 وسام الملك عبد العزيز ، وهو أعلى وسام مدني في المملكة وذلك قبيل انطلاق القمة السعودية – الأمريكية في قصر اليمامة في الرياض .
كما وأبدى العاهل السعودي ترحيب بالرئيس الأمريكي قائلا أن زيارته ستحقق الأمن والأستقرار في العالم !!
وقد عبر ترامب عن شكره العميق للمملكة وعاهلها من خلال الأعتراف بمدينة القدس عاصمة ل ( أسرائيل ) !!
المجتمع الدولي الفاسد ؟؟
هذا المجتمع الدولي الفاسد إذا أراد أن يفعل شيئاً فبإمكانه اختلاق ذرائع غير حقيقية ، وعلى العكس أذا أراد عدم التدخل فإنه يعتمل الصمت والجهل وأن كانت الأدلة دامغة يراها كل البشر !!
ومؤخرا ، أتهمت منظمة العفو الدولية حكومات أوروبية بأنها متواطئة في تعذيب وانتهاكات ضد لاجئين ومهاجرين في ليبيا ، وقالت المنظمة إن الدعم الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا لمنع المهاجرين غير الشرعيين من الوصول إلى أوروبا عبر البحر، يجعله شريكا في انتهاكات لحقوق الإنسان !!
ناهيك عن شحنات الأسلحة الضخمة التي ترسلها دول ذلك المجتمع المصاب بالشيخوخة الأخلاقية لبؤر الصراع الساخنة ؟؟
حيث صعدت مبيعات الأسلحة حول العالم خلال العام الماضي 2016، بنسبة 1.9% على أساس سنوي، إلى 375 مليار دولار أمريكي وفق بيانات رسمية ، وإلى جانب الشركات الأمريكية، فإن شركات من أوروبا الغربية استحوذت على النصيب الأكبر من الصفقات، إذ توجد 63 شركة أوروبية وأمريكية ضمن أكبر 100 شركة أسلحة في العالم !!
وبالعودة إلى المربع العربي ، فماتزال قضية أعتراف ترامب بمدينة القدس عاصمة ل(أسرائيل ) تثقل ميزان الصحف في أرجاء دول العالم ، كما يفضح هذا الأعتراف المشين نقاط الأجندة الأميركية تجاه العرب والمسلمين بشكل عام .
وفي حين يفسر ترامب وطاقمه تغيير تبعية مدينة القدس لدواعي ومقتضيات سياسية من شأنها أن تفضي لمصالحة كبرى بين الفلسطنيين والأسرائيليين ، يظهر القادة العرب تفهمهم العميق لمبررات ترامب للقيام بتلك القفزة الخطرة فوق حواجز القانون الدولي ؟؟
( حيث أنهمرت ردود الأفعال العربية الرسمية بشكل مخجل وضعيف ولايوزاي حجم الحدث ) !! .
التبرير الأمريكي : قال ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأمريكية، إن التغير الوحيد الذي حصل هو أن الرئيس طبق القرار الصادر عام ١٩٩٥، والذي يصادق على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس .
وأضاف بالقول: “لا زال علينا البحث عن موقع للسفارة، ووضع التصاميم، وتطوير المبنى، وهذا أمر لن يتم بين يوم وليلة.” .
كما صرح مسؤولون أميركيون إن الرئيس دونالد ترمب أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوجود خطة سلام قيد الإعداد “من شأنها أن ترضي الفلسطينيين” خلال إبلاغه بقرار الاعتراف بـ القدس عاصمة إسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها.
وخلال مكالمة مع محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية ، كشف ترمب عن جهود خلف الكواليس يبذلها مستشارو البيت الأبيض -وبينهم صهره جاريد كوشنر- لوضع خطة سلام من المتوقع طرحها بالنصف الأول من 2018، والتي صارت محل شك الآن سبب الغضب الذي يسود المنطقة حاليا جراء قرار ترمب .
التبرير العربي : وتحت وطأة الصمت العربي المعيب تجاه قرار ترامب المتعلق بمدينة القدس ، تراوحت ردات الفعل الرسمي العربي بين الأستنكار اللطيف والتنديد الخفيف !!
وكثيرة هي مجمل ردات الفعل العربي المخزية ولنأخذ منها لضيق الوقت الرد السعودي ..
قال المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى روبيرت ساتلوف إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تجنب الحديث عن موضوع القدس مع وفد أميركي في اليوم التالي من إعلان الرئيس دونالد ترمب اعتبار المدينة عاصمة لإسرائيل ؟؟
وقال ساتلوف في مقال له إنه كان يرأس وفدا إلى الرياض والتقى بولي العهد السعودي الذي تحدث عن مسائل عدة دون القدس.
وذكر ساتلوف أنه سأل ابن سلمان عن رأيه في القرار الأميركي فأجاب باقتضاب بأنها خطوة مخيبة للآمال، ثم انتقل للحديث عن رؤى مختلفة للعلاقات السعودية الأميركية وعن إمكانية شراكة إسرائيلية سعودية !!
بوركت جهود قادتنا المضنية من أجل أستعادة الوحدة العربية والحقوق المغتصبة !!
في حين ، استشهد أربعة فلسطينيين وأصيب المئات في المواجهات المتواصلة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي للأسبوع الثاني على التوالي، احتجاجا على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة ل (إسرائيل) .
وخرجت في مدن عربية وأوروبية أمس ،الجمعة ، مظاهرات ومسيرات لرفض قرار الولايات المتحدة الاعتراف بـ القدس المحتلة عاصمة إسرائيل وللتأكيد على الحق الفلسطيني في المدينة المقدسة.
وشارك آلاف المحتجين في مظاهرات بالعديد من المحافظات أردنية، وفي العاصمتين الألمانية برلين والأوكرانية كييف .
كما رجح السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور أن يعقد مجلس الأمن غدا الأحد جلسة طارئة للتصويت على مشروع قرار بشأن اعتبار أميركا ا لقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل .
غير أن الخطوة تواجه خطر استخدام الولايات المتحدة حق النقض ( الفيتو ) على مشروع القرار إذا لم توافق عليه .
عزيزي القارىء ، لقد أندثرت المفاهيم القديمة وطفت للسطح مفاهيم أخرى ينبغي توخي الحذر منها ، فقد أصبح للفوضى مدرسة وللكوارث منهج وللتطبيع مع الصهاينة طبقة مثقفين وأكاديميبن ، وهنا بالتحديد يبرز السؤال الأهم ..
لمن تعود مرجعية قيادة دفة مركب البشرية ، للشعوب (المليارية ) أم لبضعة أفراد يتحكمون بزمام العالم ؟؟
وأن كانت أجابتك بأن المرجعية تعود للشعوب بالطبع ، فيجب عليك التحرك مباشرة لأيقاف مايجري من مجازر وأنتهاكات بحق شعوب العالم !!
وأما أن كانت أجابتك الأجابة الجزئية الثانية ، فأنت ممن يدعمون مهرجات الدماء والتعذيب على سطح هذا الكوكب وبمعنى أدق .. أنت قاتل من الطراز الأول ( فحدد مكان تواجدك ) !!